الفرص الاجتماعية لعمال المزارع في ظل استمرار تغير المناخ

 

 

 BY  & FILED UNDER GLOBAL WARMING/CLIMATE CHANGE

 إن البيئة جزء مهم جداً في أي اقتصاد بسبب تغير الظروف البيئية في جميع أنحاء العالم، إذا كنت تريد لأي اقتصاد أن تزدهر يجب أولاً الحفاظ على البيئة وتحسينها.

ومن الجدير بالذكر أن البيئة كقطاع آخذ في الاتساع تشمل العديد من العناصر والميزات، وبصرف النظر عن الموارد الطبيعية (مثل الهواء والماء والأرض)، فإنها تحتوي على العنصر البشري، الذي يعتبر جزءاً حاسماً من البيئة.

وقد أدت هذه التغيرات البيئية المذكورة أعلاه إلى زيادة تطوير البحوث البيئية والتجارب والدراسات وما إلى ذلك، والنتائج تظهر وتثبت باستمرار أن هذه التغييرات يمكن أن تتحول إلى فرص للنمو والتنمية للجميع.

ونتيجة لذلك، فإن الفرص البيئية التي يجري استكشافها في هذه الحقبة المناخية الحالية تدرس العنصر البشري للبيئة.

إن الفرص المتاحة للبشرية في عصر المناخ هذا هائلة جداً، عند النظر إلى قطاع الزراعة من وجهة نظر اجتماعية؛ نجد أن هناك فرص مباشرة وغير مباشرة يمكن أن يحصل عليها عمال المزارع في هذه الحقبة حيث توجه الجهود نحو تحسين البيئة. هناك فرص لتمكين المعرفة، وارتفاع الأجور، وحقوق الإنسان، وتحسين الصحة والسلامة وهلم جرا.

فعلى سبيل المثال، من المعروف جيداً أن تحسين الأداء البيئي للأعمال يعتمد إلى حد كبير على الدراية البيئية لقوة العمل لديها، ويمكن للمزارع الذي يريد تحسين أداء بيئته الزراعية أن يختار تمكين العاملين لديه من المعرفة البيئية المناسبة التي يحتاجونها من أجل تبني الاستدامة، المعرفة قوة وبالتالي يمكن نقلها ويمكن استخدامها في سيناريوهات غير العمل، وبالتالي تحسين حياة العمال الزراعيين.

وعلاوة على ذلك، فمن المعروف على نطاق واسع أن الأجور والأداء الوظيفي يرتبطان مباشرة بالبيئة، ويمكن للمزارع أن يختار النظر في العوامل الداخلية التي يمكن أن تؤثر على تحقيق خطته وأهدافه البيئية واختيار زيادة راتب العامل. ويمكن أن تؤدي هذه الزيادة إلى تحسين الرضا الوظيفي من جانب العمال، مما يؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية، ويمكن أيضا أن تحسن رفاه العمال الزراعيين المتضررين وظروف معيشتهم.

والأكثر من ذلك أن من الجدير بالذكر أن المزارعين المستدامين لا يحتاجون إلى الاستدامة البيئية وحدها؛ فيجب أن يكون المزارع مستداماً اقتصادياً واجتماعياً، وأن يتلاءم مع هذا النوع من البيانات. فالمسؤولية الاجتماعية يمكن أن تكون بمثابة قوة دافعة للمزارعين لتبني سياسات عادلة ومتساوية. بالنظر إلى أن النساء والأطفال يشكلون نسبة من العمال الزراعيين (لا سيما في بلدان العالم الثالث)، يمكن أن يدفع ذلك المزارع المستدام إلى اعتماد سياسة متساوية للجميع، وبالتالي تحسين حالة النساء والأطفال بشكلٍ مستمر، والقضاء على أو الحد من قضايا عدم المساواة بين الجنسين وعمالة الأطفال.

أيضاً يتم اليوم البحث والنظر في جميع أشكال الصحة والسلامة في عمليات الاستدامة. تستخدم المواد الكيماوية والموارد لتغذية العمليات الزراعية، ويجري متابعتها بصورة متزايدة (كجزء من ممارسات الإدارة) لضمان ألا تشكل أي مخاطر صحية على العمال الزراعيين المعرضين لها، مما يمكنه من أن يحسن صحة عمال المزارع، وبالتالي يؤدي إلى حياة أكثر إشباعاً وتلبية لمتطلباتها.

ونتيجة للأمثلة المذکورة أعلاه، فمن الواضح أن المزارعين الذين يختارون اعتماد الاستدامة في عملياتهم التجارية يمكن أن يخلقوا فرصاً اجتماعية وأن يقدموا تأثيرات اجتماعية إيجابية عند القيام بذلك.