النموذج المثالي للنظم الغذائية المستدامة

BY & FILED UNDER GENERAL

 أصبحت الاستدامة تماما الكلمة الطنانة داخل دائرة البيئة وخارجها، ولكن ماذا تعني الاستدامة، وكيف يمكن أن تقاس؟ ويعرف تقرير الامم المتحدة 1987 ، الاستدامة على أنها “تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة”. وغالباً ما ينظر إلى الاستدامة من الجانب الزراعي، كما أنها تتصل بمفاهيم مثل الزراعة العضوية والزراعة المعمرة، وتعزيز النظم المتكاملة والممارسات الزراعية الأقل أثراً. في حين أن هذه الطرق هامة نحو تحقيق نظام غذائي مستدام، وهي ليست العامل الوحيد في تحقيق التغيرات في النهج الزراعية. قام توماس ألين وباولو بروسبيري بإجراء دراسة عام 2016 لتوضيح العوامل التي يمكن لصانعي السياسة استخدامها لتقييم استدامة النظم الغذائية، خلافاً للدراسات السابقة، التي حاولت تحديد مشكلة المناطق وتشجيع التفاهم للنظم المستدامة.

ألين وبروسبيري يعرفوا النظام الغذائي المستدام على أنه النظام الذي يوفر الطعام المغذي بأسعار معقولة، و التي تلبي الاحتياجات الغذائية الحالية بأقل تأثير سلبي على البيئة، كما أنه يشجع الاقتصاد المحلي من خلال الإنتاج والبنية التحتية، والإنسانية التي تحمي الأفراد والمجتمعات. مع أخذ هذا التعريف في عين الاعتبار، بنى المؤلفين دراستهم كيف يمكننا تقييم ما إذا كان النظام الغذائي مستدام أم لا. النظام الغذائي عبارة عن آلة بسيطة، هذه الاحتياجات متكاملة معقدة، وأنه من المهم للأجيال القادمة تعريف وتحديد المجالات التي يمكننا خلق التغيير الاجتماعي والبيئي.

modeling-01

الأمن الغذائي

الأمن الغذائي هو أحد الجوانب الرئيسية للنظام الغذائي المستدام. الأمن الغذائي هو الوسيلة المالية للحصول الآمن، والرخيص للطعام المغذي، وهو ما يكفي لتلبية الاحتياجات الخاصة بك. إن ما يقارب 842 مليون شخص في جميع أنحاء العالم هم ضحايا نقص التغذية، من أجل معرفة كيفية محاربة انعدام الأمن الغذائي، فمن المهم أن نحلل تعريف الأمن الغذائي، تشتمل قضايا الأمن الغذائي على:

– الجودة الغذائية للإمدادات الغذائية ¬ هذا يشير إلى العناصر الغذائية للأغذية المتاحة، حيث هناك زيادة في توافر واستهلاك الأطعمة “الفقيرة بالمغذيات ذات الاستخدام الكثيف للطاقة”، مثل المشروبات الغازية والوجبات السريعة، إن الاستهلاك المتزايد لهذه العناصر يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مثل السمنة.

– القدرة على تحمل تكاليف الطعام بحيث يستطيع الأفراد ذوي الدخل المنخفض شراء الطعام المغذي الكافي لتلبية احتياجاتهم اليومية؟ تلعب أسعار المواد الغذائية دوراً كبيراً في اختيار المستهلكين للأطعمة، كما وتؤثر جزئياً على سياسات الغرف التجارية والمناطق الجغرافية وتراخيص الأسعار.

– توازن الطاقة الغذائية – وهذا يتعلق بعدد السعرات الحرارية التي تأخذها في مقابل مقدار الطاقة التي تستخدمها. يرتبط توازن الطاقة الغذائية بالخيارات الغذائية، والبيئية، والنشاط البدني. ضعف التوازن الغذائي يمكن أن يؤدي إلى السمنة والقضايا الصحية الهامة الأخرى، التي أصبحت مشكلة صحية عامة خطيرة على مستوى العالم. وتشير الدراسات ذات الصلة أنه إذا لم يكن هناك جهد كبير لتصحيح الوضع، سيكون هناك أكثر من 1 مليار بدين من البالغين في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030.–

– إرضاء الأذواق الغذائية الثقافية – من المهم أن تأخذ الاحتياجات الثقافية والاجتماعية بعين الاعتبار عند تقييم الأمن الغذائي والسياسات.

A vegetable patch showing rows of home-grown produce

ما هي أسباب التغيرات في النظام الغذائي؟

من أجل الإجابة على سؤال ما إذا كان النظام الغذائي مستدام أو لا، من المهم أن ننظر إلى العوامل التي يمكن أن تسبب تغيير النظام الغذائي، حيث أن هذه المناطق يمكن أن تصبح نقطة الهدف لتغيير السياسة العامة. قام كلاً من ألين وبروسبيري بتحديد أربعة مجالات رئيسية والتي تخلق التغيير في المسائل المتعلقة بالنظام الغذائي:

– استنزاف المياه – وهو استخدام أو إزالة المياه من منطقة بحيث لا يمكن تجديدها.

– فقدان التنوع البيولوجي – إن قضية الاستدامة العالمية هي فقدان التنوع البيولوجي على الصعيد العالمي؛ هناك حاليا أكثر من 20000 نوع ومجتمع بيئي مهدد بالانقراض. يحدث هذا الفقدان بسبب تغير المناخ بحيث يشمل نظام توزيع المياه، والممارسات الزراعية الأحادية المكثفة.

– تقلب أسعار المواد الغذائية – يشير تقلب أسعار المواد الغذائية إلى ارتفاع غير طبيعي أو تغيرات في أسعار المواد الغذائية على مدى فترة من الزمن. ومن الأمثلة البارزة على ارتفاع أسعار المواد الغذائية عام 2008، وهو مستوى قياسي موضوع وفقاً لمؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الغذاء التابع للأمم المتحدة. إن أسعار المواد الغذائية يمكن أن تتقلب على أساس تغير المناخ والنمو السكاني، والاتجاهات الغذائية، والعوامل التجارية والاقتصادية.

– تغيير أنماط الاستهلاك الغذائي – هذا العامل يتعلق بالتغيرات التي تحصل في الاستهلاك الغذائي القائم على تغيير القيم الثقافية والمواقف والسلوكيات. أحد الأمثلة على ذلك هو الاتجاه العالمي لرؤية البروتينات الحيوانية باعتبارها ضرورة عادية بدلا من الرفاهية.

من أجل بناء نظام الغذائي المستدام، من الزراعة إلى احتياجات التغذية، فمن المهم توزيع الاستدامة في العناصر الأساسية التي لا يمكن معالجتها بشكل فردي. الاستدامة هي مفهوم يقوم على التكامل من النباتات والحيوانات والبشر، والبيئة، قام ألين وبروسبيري  بتحديد ما تضم الاستدامة وتحديد المجالات التي تمكن للحكومات والأفراد من خلق التغيير والتحرك نحو الاستدامة الزراعية والاجتماعية المستقرة.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4828486/