مشروع جديد في عمان

       مع ازدحام الحياة وازدياد متطلباتها والنقص المستمر في موارد الطبيعة في عصر التكنولوجيا الحالي , ومع التطور المستمر في قطاع التكنولوجيا  والصناعة والتجارة, يبقى القطاع الزراعي مورداً أساسياً ومصدراً هاماً لتلبية متطلبات البشرية من المواد الغذائية والثروات الحيوانية والسمكية, لذلك فهو بحاجة إلى تطويره ودعمه من خلال تقنيات وتكنولوجيا التنمية الزراعية المستدامة ليقوم بعمله بشكل أفضل في تلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية.

هنا في أخفض بقعة على سطح الأرض ( غور الأردن ) قامت نقابة المهندسين الزراعيين بتنفيذ مشروع للتنمية الأصيلة المستدامة في منطقة الكرامة بإقامة محطة وقرية زراعية لنقابة المهندسين الزراعيين تقوم على مبادئ التنمية الزراعية المستدامة لتكون بذلك انفرداً أردنياً ومعلماً زراعياً فريداً على مستوى الوطن العربي أجمع بحيث يقوم على منهج التقدم العلمي والتكنولوجي للعمل والإنتاج ويقوم بمشاركة المجتمع المحلي ليكون بذلك شريكاً أساسياً لضمان نجاح واستمرار هذا المشروع.

قام فريق من المهندسين والخبراء بتوليد فكرة هذه القرية الزراعية مستندين بذلك إلى قواعد العلم والتكنولوجيا والاعتماد على إرادة المهندسين الخريجين وتوجيههم إلى تنفيذ مثل هذه المشاريع القيمة. فقررت النقابة إنشاء محطة زراعية للتنمية الأصيلة المستدامة على مساحة 27 دونماً في منطقة الكرامة وبنائها على احدث ما توصلت إلى التكنولوجيا الزراعية لتكون قادرة على خلق مجموعة من الفعاليات والبرامج والدورات الزراعية بالإضافة إلى الصناعة الزراعية, الزراعة.

تقوم فكرة القرية الزراعية المستدامة على إدارة المياه الرمادية والمعالجة واستخدامها في الزراعة, والمهارات التي تضمن تحسين كفاءة المزرعة في مجالات الري والتسميد ومكافحة الآفات. وقد أشار منفذ المشروع المهندس عكرمة غرايبة إلى أنه تم استخدام المنطق الإنشائي التراثي على مستوى المكان والذي يعتمد على قوة الشكل واستخدام المواد المحلية وبذلك يكون محتوى معماري تراثي يستخدم أساليب التنمية الزراعية المستدامة .

كما أنه سيتم بناء وحدتين زراعيتين ملحقتين بهذا القرية تحتوي على قاعات تدريبية حديثة تزيد مساحتها عن 500 متر مربع ليتم بها تدريب المهندسين الزراعيين وإكسابهم الخبرات العملية اللازمة وذلك عبر برامج تدريبية متقدمة تعتمد على المشاهدة والتطبيق في بيئة زراعية فعلية, كما أن القائمين على تنقيذ هذا المشروع سيعملون على إنشاء مركز أبحاث –وادي الأردن الزراعي- الذي سيحتوى على مختبر زراعي معتمد لفحص مستلزمات الإنتاج والذي سيوفر مساحة من البيوت الزجاجية والبلاستيكية المنشأة باستخدام أحدث الأنظمة الزراعية المستدامة ليكون هذا المركز وجهة أردنية وعربية لإجراء الأبحاث والتجارب الزراعية قام صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني في الأردن بتمويل هذا المشروع وقد أوضح مدير عام الصندوق أسباب دعم هذا المشروع وهي: أنه يتعلق بالقطاع الزراعي الذي يحتاج إلى الدعم والمساندة وذلك لفوائده الاقتصادية والإنتاجية, كما أنه يعمل على تدريب 200 مهندس زراعي وبذلك يعمل هذا المشروع على توفير فرص للعمل في القطاع الزراعي, بالإضافة إلى أن المشروع يستند إلى التنمية المستدامة التي تعد محط اهتمام بالنسبة لجميع العاملين في خطوط الإنتاج والاقتصاد الزراعي.

يعمل هذا المشروع بشكل أساسي على رفع كفاءة استخدام المياه وهي المشكلة الأكثر إلحاحاً في الأردن وذلك من خلال إعادة استخدام المياه الرمادية وتوظيفها زراعياً, حيث قام فريق العمل بإنشاء بركة أسماك للحد من مشكلة المياه.

إذا تم العمل على حل مشكلة المياه و مشكلة الطاقة الشمسية بحيث يصبح قادراً على توليد الطاقة الخاصة به والقدرة على إنتاج الأسماك والمياه وبذلك يتم إعطاء فرصة للمشروع لينمو كخلية حية مما سيشجع على جلب السكان لهذا المكان وتشجيع السياحة البيئية أيضاً, كما انه سيعمل على تشجيع الإنتاج المنزلي وذلك بتشغيل العديد من السكان خاصة النساء في المشاريع البدائية كإنتاج الألبان والألبان , حيث يتم فتح المجال للنشاط الإنتاجي والزراعي والاقتصادي أمام الكثير من الناس.

فيديو : محطة نقابة المهندسين الزراعيين للزراعة الاصيلة المستدامة