خمسة تقنيات ممتعة ومثمرة للعمل في تصميم وتعمير المساحات الصغيرة

DECEMBER 4, 2015 BY JONATHON ENGELS & FILED UNDER GENERALPLANT SYSTEMSEARTHWORKS & EARTH RESOURCESSWALESLANDDESIGN

     لقد أمضيت العامين الماضيين في العمل التطوعي في المزارع في جميع أنحاء أمريكا الوسطى والجنوبية, فضلاً عن الإقامة لمدة 3 شهور في إسبانيا. خلال هذا الوقت قمت بتعلم الكثير من الأشياء من الناس الذين أعمل معهم. كما وأنني أحب ان أفكر وأتقاسم الكثير من الأشياء مع الآخرين. و لقد قمت أيضاً بالتعرف على الأشجار والمزروعات التي لم أكن على إطلاع بها من قبل. كما وأنني قد عملت على تشذيب الأشجار وقطف المحاصيل بطرق جديدة. لقد قمت بالتعامل مع السماد العضوي والمخصبات وتعلم وصفات معالجة ومنع الأمراض التي تصيب النباتات.

لكن بالنسبة لي وبدون أدنى شك , فإن الجزء المفضل لدي في العمل بالحديقة هو التصميم ، فباعتقادي أن المفاهيم والوضعيات لا يجوز أن تكون حصرية على واضعيها فقط, فأنا اود التوصل إلى نقاط تحصيل وتوزيع المياه, كما وأنني أريد التوصل إلى حلول بسيطة لإيصال المواد الغذائية للنباتات, بالإضافة إلى تجميع المحاصيل في مستودعات صالحة للتخزين.

 ممرات التسميد الزراعية ( ايما غولغار )

كل شيء هنا يجعلني أشعر بأنني قد عدت طفلاً من جديد, أشياء مثل بناء القلاع والخنادق واللعب في التراب وأشياء أكثر من ذلك بكثير. لا شيء يضاهي رؤيتك لعمل شيء قد قمت بالتخطيط له ورؤية نتاج وثمار هذا العمل. لقد تكمنت دوماً من التقاط بعض التقنيات سواء التي كنت أشارك بالعمل فيها أم لا. حيث أنني أقوم بالمزج بين هذه التقنيات والتطبيقات في كثير من الأوقات, ففي نهاية المطاف يتم المزج بين هذه التقنيات للتوصل إلى نظام تفاعلي أكبر وأضخم.

مسارات مستنقعات تجميع المياه

لم يسبق لي ابداً أن عملت مع آلة حفرٍ أو حتى جرار أو أي شيء من هذا القبيل, لذلك عندما يتعلق الأمر بممرات مستنقعات تجميع المياه فإنها كانت دوماً صغيرة نسبياً, تماماً مثل العمل على تصميم  حديقة خلفية أو حتى حديقة مطبخ. وهذا يعني أن طولها لا يتعدى 10 أمتار أو 20 متر و عرضها لا يتجاوز المتر ونصف المتر. بمعنى آخر إنها ليست سوى نموذج مسار في الحديقة.

وطبقا للبروتوكول فقد تعلمت ان أقوم بحفر مستنقعات تجميع المياه الخاصة بي على محيط الأرض سامحاً بذلك للماء بالسريان خلال التربة ليملأ الخنادق. إن حفر مستنقعات تجميع المياه يوفر لنا الحماية في بعض الاحيان يتوقف حفر مستنقعات تجميع المياه على ارتفاع أو انخفاض جوانب الحديقة. إن كفاءة مستنقعات تجميع المياه و سرير الحديقة  الزراعي متساوية لأنه يتم إنشائهم بنفس الطاقة المستنفذة.

أما بالنسبة للممرات والمسارات فقد قمت بوضع طبقة جيدة من السماد الطبيعي ومواد أخرى مثل: سعف النخيل و الأغصان الصغيرة و قشور جوز الهند على أمل أن يتم تحتها تخزين المياه لاستخدامها في وقت لاحق وتوفير المخصبات والمواد الغذائية . وعلاوةً على ذلك فإنها مسألة استخدام ما هو متاح وفعال ورخيص أو حتى مجاني لذلك فإن معظم الممرات والمسارات يتم عملها عادةً من طبقات عديدة من أوراق الشجر أو من الرمل والحصى سواءً كان كل واحد على حدى أو حتى مجتمعين معاً. ولقد قمت أيضاً بإحضار بعض المواد الزائدة والمتروكة من مزرعة الكاديما المجاورة مثل البلاط المكسر من الأسطح القديمة المكسرة أو حتى بعض العشب والقش الجاف تماماً. بالقيام بذلك بشكل صحيح فإننا نستطيع حفر ممرات مستنقعات تجميع المياه كل سنة بطبقة من السماد على أسرة الحديقة .

 دوائر التسميد السحرية ( ايما غولغار )

دوائر وحفر التسميد السحرية

في الغالب قمت باستعمال هذه التقنية لأشجار الفاكهة المحبة للماء والتي تنمو سريعا جداً مثل أشجار البابايا والموز ولسان الحمل وأشجار جوز الهند وهذا أمر متعارف عليه الى حدٍ ما. إن الدائرة السحرية هي حفرة دائرية كبيرة من السماد طولها مترين وعمقها متر واحد يتم حفر الأرض حولها بحوالي 25 سنتيمتر طولاً ثم تملأ الحفرة بعد ذلك بالمواد والسماد العضوي وتقوم الحفرة بتخزين المياه والمواد المغذية لتمد به تجمعات النباتات والتي يتم تجميعها من خلال ثغرات التربة المحيطة بالحفرة.

ما أود القيام به حقاً هو إنشاء مجموعة من هذه الدوائر السحرية ووضع العديد منها في منطقة محددة حيث تقوم هذه الدوائر بترطيب وتغذية التربة التي تقع بينها.  كما وأنها تقوم بعمل مظلة سميكة من أوراق الشجر والنباتات, وبمجرد استخدام هذه المجموعات من الدوائر السحرية فإنه يتم إنشاء غابة لطيفة وجميلة حيث تمتد أشجار جوز الهند لتصل إلى أشجار البابايا ثم أشجار الموز ولسان الحمل. إن شجرة المورينجا والبقوليات الأخرى يمكن أن تلقى معا هنا وهناك ليتم زراعتها. يمكن زراعة الكسافا ونباتات الفلفل وحتى البن في المحيط الخارجي لهذه الدوائر, أما بالنسبة إلى أشجار الفانيلا فيمكن زراعتها في المنطقة الوسطى الفارغة .أما البطاطا الحلوة والنعناع فيمكنهم تغطية طبقات القاع. إذا كانت الطبقات متباعدة وأشجار الفاكهة مظلة بشكل اكبر فإنه بالإمكان زراعة أشجار الكاكا بينها.

على الرغم من كونها كبيرة بالنسبة للمروج في بعض الضواحي ,فإنني اطلق عليهم ما يسمى بالحفر الصغيرة لأنني أقوم بحفرهم بواسطة جرافة واحدة في فترة الظهيرة سبق و أن قمت ببناء واحدة من البداية حتى النهاية في أكثر من مناسبة. أود القول هنا أن البرك تحدث تغير بسيط في بنية وخصوبة الأرض حولها , ولو كانت هذه الدوائر قريبة جدا بأن تبعد كل واحدة عن الاخرى مسافة المتر فإنهم سيحجبون أشعة الشمس ويمنعوها من الوصول إلى الأرض. ما هو أكثر من ذلك انني قمت باستخدام التلال المحيطة لمواجهة فيضان المياه في البرك وأنظمة مستنقعات تجميع المياه.

بركة المياه والسرير الزراعي المرتفع

بالنسبة للضفادع والسحالي وأحواض المياه, فأنا دائما أفضل وجود بركة مياه واحدة على الأقل وآمل ان تكون اكثر من واحدة في تصميم الحديقة الصغيرة, لذلك فإنني أقوم بما يقوم به الرجال باستخدام جرارتهم في إضافة المخصبات وطبقة من المواد ذات الفعالية في حفظ قيمتها وفعاليتها. هذا يعني بشكل عام أن وجود بركة مياه صغيرة يجعل المنطقة المحيطة بها مساحة مهمة وغنية للزراعة.

هذه البرك لا تتعدى مساحتها المتر المربع وربما لا تتجاوز نصف هذا العمق, ولكي نزيد من مساحة حافة البركة, فإنهم عادة ما يقوموا بعملها بشكل يشبه الأميبا. أحاول دوماً أن أعامل هذه البرك بحذر وأن اجد مكاناً لهم في موقع عالي لتصريف المياه وأن أترك فيضان المياه ليغذي مستنقعات تجميع المياه أو حتى بركة أخرى موجودة بمكان منخفض. كل ما قمت بعمله هو إضافة بعض النقاط على طول حافة البركة لمنع فيضان المياه, واستخدام الحجارة لتساعد على منع التآكل. إن الجوانب المنخفضة للبركة يمكن أن تبنى بواسطة التربة المستخرجة من تحت التربة السطحية.

ثم بعد ذلك وباستخدام التربة السطحية أود أن أقوم بإنشاء سرير مرتفع يحيط بحافة البركة باستخدام شيء لمنع التربة من الانهيار مع ترك قناة للمياه الواردة والمياه الفائضة. إن سرير الصخور الزراعي الجيد قد يُشكل نقاط اختباء جيدة للحيوانات, وأيضاً يقوم سرير الصخور بحماية التربة من الانجراف لذلك يقوم بتوجيه مسار المياه الواردة إلى البركة. هذا يعني بالطبع وجود سرير حديقة ذو طبقة سميكة مزدوجة من التربة السطحية مع الكثير من المياه لتزويدها للنباتات, وبالتالي فإنها ستوفر منطقة ظل كبير للبركة وستوفر أكثر من موطن للحيوانات.

أسرّة التسميد الزراعية ( ايما غولغار )

أَسِرّة التسميد الزراعية

  مثل كثير من الناس في المعمرة قد وجدت نفسي مولعاً بتقنية التسميد بواسطة الاسرّة الزراعية , فأنا أستطيع تقدير مساحة الحواف الطويلة والمناخات المختلفة ولكن كيف توصلت إلى هذا النوع من التسميد. في الحقيقة كنت في إسبانيا وللعديد من الاسباب فغن كل الممتلكات التي قمت بالعمل فيها كانت تحتوي على الكثير من الخشب المشذب, لذلك فإن رؤية هذه المصادر والموارد ومعرفة أن موسم الجفاف قد حل , جعلني أبدأ بالتفكير في كلمة السيد هولز وهي (هيوج لكلتشر) وهي عملية التسميد باستخدام بأسرّة الحديقة.

إن أول التطبيقات لهذه الكلمة كان في اورجيفا في إسبانيا حيث قمت بالعمل لدى سيدة هندية كبيرة في السن وغير قادرة على العناية بأرضها بعد وفاة زوجها. لقد تركت أرضها لتنمو فيها الكثير من النباتات والأشجار بشكل كبير جداً قبل عودتها بعد 5 سنوات فقامت بتوظيف بعض الرجال المحليين ليقوموا بتشذيب وتقليم كل الأشجار سواء البرتقال, اليوسفي, الجوز, الرمان, الليمون, والتين والكثير الكثير. فكانت النتيجة هي وجود الأخشاب في كل مكان بشكل يشبه ارتكاب مجزرة بحق الأشجار لقد كانت هذه السيدة قلقة تجاه حرق هذه الأشجار في موسم الجفاف لذلك فإنها اقتنعت بعدم حرق هذه الأخشاب.

ما أعجبني في هذا التصميم هو الارتفاع الكبير في أسرّة التسميد الزراعية لذلك فإنها تتيح العمل معها في المناخات المختلفة. لقد كانت هذه التقنية تعمل بشكل جيد بالنسبة لجاس -مضيفي- لأنها كانت سهلة الحصاد والقطف حيث لم يكن هناك حاجة إلى الانحناء كثيراً في الخارج. لقد قمت أيضاً بالاحتفاظ بجزء من الحطب لتقوم السيدة باستخدام نظام الري القديم (اكوا) المغربي ليساعد على تجميع المياه. وبعد ذلك بشهر قمت بتطبيق هذه التقنية في ملكية أخرى لتصبح بذلك وظيفتي الرسمية.

دلاء الديدان

كما يبدو لي أنه على الرغم من استخدام تقنيات الزراعة الحديثة فإن أي شخص يستمتع دائماً بالتصاميم التي تجعل العمل أسهل وأسرع, لذلك فإنه ليس من الغريب أن أقوم بتطبيق وعمل أشياء وتقنيات مثل الدوائر السحرية والتسميد بالأسرة الزراعية والعديد من الوسائل الفعالة الأخرى , من الضروري وجود دودة في المكان الطبيعي لتعمل على توفير السماد الطبيعي لأنها تساهم في إنجاز العمل دون الحاجة غلى تحريك الأشياء على نحو أكثر من اللازم. فإذا كانت الدودة حية وتأكل وتخرج الفضلات في الحديقة فإنه لا حاجة لنقل أكوام وأباريق السماد العضوي من كل مكان.

بدلاً من ذلك فإنني أود أخذ دلو أو حوض كبير مع بعض الغطاء و أيضا حفر بعض الثقوب في التربة السطحية لتناسب الحاوية واستخدام هذه الأرض مرة أخرى لبناء سرير حولها. كما وأنه يجب عمل بعض الثقوب على جوانب الدلو قبل وضعه في الأرض. وكحل لإنشاء مجمع ديدان نموذجي فإنك بحاجة إلى وضع طبقة سميكة من الأوراق الممزقة ووضع القش في أسفل الدلو كما وبالإمكان وضع طبقة ثانية من السماد المعتدل إن وجد. وبعد ذلك ما عليك سوى إطعام الدودة من الفضلات العضوية .

بشكل عام فإن الديدان ستظل سعيدةً في الدلاء ما دام هناك طعام لها أما إذا تركت الدلاء فإنها ستكون في الحديقة, فالغطاء يوفر لها الحماية من الحيوانات المفترسة ويمنع انزلاقها في مياه الامطار. في الوقت نفسه فإن فضلات الدودة ستنتقل مباشرةً إلى الحديقة. إن الكثافة السكانية ستضاعف من وجود الديدان والتلال وأيضا السماد العضوي الذي سيزود النباتات دون الحاجة إلى نقله.

   دلاء الديدان الزراعية ( ايما غولغار )

بالنسبة لي فان هذه التقنيات أثبتت سهولة وصول وتحويل المزارع العادية إلى المعمرات وقد أثبتت أيضاً سهولة استخدام وترشيد الطاقة وأساليب التصميم عالية الإنتاج. إن هذه المفاهيم تجعل الناس متحمسين أكثر لتطبيقها بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من النماذج البسيطة التي يمكن إنجازها من البداية حتى النهاية بوقت قصير بعد ذلك. عندما يتم تنفيذ  المشروع فإنه يتم التخطيط جيدا لإنشاء وتصميم المناظر الطبيعية الخصبة والممتعة . ينصح الخبراء دائما في البدء بمكان صغير ثم الانتقال لإنشاء تصميم أكبر وأوسع.