خطوة جريئة: قصة عائلة تتحول إلى الحياة المستدامة

مترجم- النص الأصلي هنا

مرت حوالي ثلاث سنوات منذ أن أعلنا، أنا وزوجي كيم، رغبتنا في العثور على قطعة أرض في مكان ما حيث نستطيع أن نزرع فيها معظم ما نأكله، وأن نعيش حياة أكثر صحية واستدامة. في آذار 2007 حصلنا وبكل فخر على مزرعة جميلة مساحتها حوالي 4.4 هكتار في أيداهو.

والآن ؟..

كنا نعلم أننا نرغب في زراعة الفواكه والخضار والأعشاب الطبية بدون استخدام الأسمدة لذلك استهوتنا الزراعة العضوية. أيضاً كنا نعلم أننا نرغب في بناء منزل من بالات القش وأن نربي الماشية والدواجن من أجل الحصول على اللحم والبيض ومنتجات الحليب.

كانت فكرة العمل مع الطبيعة وتقليد الأنظمة الطبيعية مغرية بالنسبة لنا ومنطقية إلى حد بعيد لذا فكرت بأن علينا البحث أكثر عن موضوع الزراعة الدائمة permaculture. وبعد وقت قصير أصبحت على دراية كافية بتاريخ الزراعة الدائمة وأعمال كل من بيل موليسون وجيف لوتن. كما اشتركت في الموقع الالكتروني الخاص بالزراعة الدائمة والذي أنشأته (ميدويست للزراعة المستدامة) وشاركت بما قد تعلمته أنا وزوجي. الخطوة المنطقية التالية كانت الالتحاق بدورة لتعلم كيفية تصميم الزراعة الدائمة. ولكن كيف نختار أية دورة وأين؟ ثم وجدتها.. موقع Tagari! بيل موليسون لا يزال يدرس الزراعة الدائمة وكان هناك دورة مدرجة بعد ثلاثة أشهر في ملبورن أستراليا! وبعد ثلاثة أشهر وجدنا أنفسنا زوجي وأنا وابنتنا كيلي على طائرة متجهة إلى ملبورن.

ليست مبالغة القول بأن الالتحاق بمثل هذه الدورة يمكن أن يغير حياتك تماماً. وعلى الرغم من أن معظم  الطلاب لا يتجهون للتدريس بعد انتهاء الدورة فإننا كنا واثقين بـأن إنشاء نموذج عملي في مزرعتنا بالإضافة إلى مركز تعليمي هو ما نرغب بالقيام به طيلة ما تبقى من حياتنا.

وعلاوة على ذلك فإن ابنتنا كيلي البالغة من العمر أحد عشر عاماً والتي رافقتنا في رحلتنا هذه قد أنهت الكورس ونالت شهادة في تصميم الزراعة الدائمة أيضاً.

وبمجرد وصولنا إلى لوس أنجلس، قمنا نحن الثلاثة بزراعة حديقة على طريقة الزراعة الدائمة باستخدام الشتل. كما قمنا بتأسيس موقع الكتروني      www.kamiahpermaculture.com

كما قمنا بالتنظيم والتقديم لصف خاص بتعليم الزراعة الدائمة في الشهر التالي. ذهبنا إلى لاس فيغاس لاستضافة ثلاثة أفلام عن الزراعة الدائمة بالإضافة إلى جلسات نقاش تتضمن مشاريع بيل موليسون في البستنة العالمية وجيف لوتن في الحصاد المائي والغابة الغذائية. في شهر آب الماضي قمنا بدعوة كل من جيف وناديا لوتن لزيارة مزرعتنا ولاستشارتهم حول تصميمنا كما قمنا بالتحضير لاجتماع في قرية كاميا لتقديم أعضاء جدد من السكان المحليين .

إنشاء نظام لحصاد مياه الأمطار

لقد بدت عودتنا إلى أعمالنا النظامية أمراً غريباً فنظرتنا إلى الحياة قد تغيرت. لقد شعرت بأن هناك شيئاً أكثر أهمية يتوجب علي القيام به.  لقد علمنا أنه في النهاية سيكون علينا الانتقال إلى أيداهو بصورة دائمة ولكن فكرة ترك المهنة ذات الراتب الممتاز كانت مخيفة. استمرت التحضيرات لانتقالنا بصورة نهائية. وأوقفنا تأجير أرضنا لمربي الأبقار الذي كما كان واضحاًً لم يكن قد سمع أبداً بنظام الرعي المتعاقب. وبدأت محاولاتنا لحفر بئرنا الأول كما قمنا بإنشاء نظام حصاد مياه المطر وذلك بنصب مزراب على سقف الحظيرة (البناء الوحيد والذي يحتل المنطقة الأعلى في مزرعتنا)

الوضع الاقتصادي العالمي وضعنا عند تقاطع طرق فكان الوقت قد حان للاختيار بين وضعنا الحالي كعائلة عادية تسعى لتدبير أمور المعيشة وإنفاق المال لشراء المزيد من المواد الاستهلاكية دون أن نشعر بالاكتفاء، أو أن نتابع العمل لوضع خطة تأسيس المزرعة النموذجية قيد التنفيذ وهو ما سيجعل لحياتنا معنى وقيمة كوننا نقضي أيامنا في شيء ذو أهمية.

علي القول بأن هذا هو أكبر تحد واجهته عائلتنا.. وبمجرد اتخاذنا لهذا القرار كان علينا أن نبدأ بالعمل، كان أول ما قمنا به شراء خيمة لنمكث فيها ريثما يتم تأسيس المنزل المكون من حزم القش وتسميد الحديقة الصغيرة التي ننوي إنشاءها، كما أننا نفتقر إلى بئر أو أي مصدر من مصادر المياه عدا ماء المطر.

الآن نحن نقدم أولى صفوف تعليم الزراعة الدائمة في مزرعتنا هذا الصيف بمساعدة خبراء ومصممي ومدربي الزراعة الدائمة. في شهر آب سنقوم بتقديم شهادة تصميم الزراعة الدائمة مع جيسي ليمو من مركز الأطلسي للزراعة المستدامة في كندا، تليها دورة بعنوان “ماء لكل مزرعة” وهي دورة من ثلاثة أيام يحاضر فيها وارنر براش من مركز كوايل سبرينغس للزراعة الدائمة في كاليفورنيا.

مثلما شعرنا بالإثارة تجاه هذا التغيير الجذري فإننا في الوقت ذاته شعرنا بالخوف ولكننا متفائلون فالزراعة الدائمة قد منحتنا الأمل في المستقبل، مستقبلنا ومستقبل البشرية فالعالم يحتاج إلى الزراعة الدائمة.

ترجمة دانيا عطار